لعل أثمن ما يملكه الإنسان في حياته الدنيوية القصيرة هو الحرية تلك الهبة الإلهية التي أعطاها الله – تعالى – لعباده كي يكونوا أحرارا في تفكيرهم وفي تصرفهم وفي معاشهم. .
إن الحرية الفردية الصحيحة هي أن تقول ما تشاء دون أن يلحق بك أذى من الآخرين .وهي قول وفعل لا يسئ إلى الذات ولا إلى الآخرين .... وهي سمة تميز بين المحسن والمسئ ... بين الشقي والسعيد ... بين اللئيم والكريم ... بين الظالم والرحيم ... والحرية عدالة متبادلة بين الناس صغيرهم وكبيرهم ... غنيهم وفقيرهم ... قويهم وضعيفهم ... رئيسهم ومرؤوسهم .
كل في مجاله وقدر استطاعته .... إن حرية الإنسان تبدأ حين تنتهي حرية الآخرين أي عليك أن تتصرف بحكمة في سماعك وقولك وفعلك لتكون راضيا عن نفسك محمودا من جيرانك .... محترما من أقرانك ...... أما أن تتصرف برعونة وخشونة وتدعي أنك حر في ذلك فإن هذا منتهى العبودية لأنك تكون حينئذ عبدا لنفسك الأمارة بالسوء وعبدا لأهوائك وأطماعك ولست حرا كما تدعي .... لأن الحرية حكمة في التصرف ورزانة في العقل واحترام لمشاعر الآخرين ومسلك إلى كل خير وبعد عن كل شر
