درس البدل وعطف البيان للسنة الثالثة ثانوي

درس البدل وعطف البيان للسنة الثالثة ثانوي

العطف لغة: مصدر قولك :عطفت الشيء إذا ثَنَيْتُه فجعلت أحد طرفيه على طرفه الآخر .
عطف البيان هو : التابع الجامد المشبه الصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله.
سمي بياناً : لأنه تكرار للمعطوف عليه بمرادفه لزيادة البيان فكأنك عطفته على نفسه.
– إيضاحات:
• كلمة جامد خرج بها : النعت لأنه ـ كما علمت ـ إما مشتق أو مؤول بالمشتق.
• خرج بإيضاح متبوعه : التوكيد وعطف النسق لأنهما لا يوضحان متبوعهما .
• خرج بعدم استقلاله : البدل لأنه على نية الاستقلال.مثل : نجح محمدٌ أخوك…
فـ (أخوك) بدل من (محمد)؛ وبإمكانك أن تدخل العامل(نجح) على البدل مباشرة فتقول: نجح أخوك، وبذلك يكون البدل (أخوك) قد استقل بالعامل (نجح).

2- البدل:

البدل: هو الباب الأخير من أبواب التوابع، والبدل في اللغة هو: العوض تقول: أخذت هذا بدل هذا أي عوضًا منه، وفى الاصطلاح هو: التابع المقصود في الحكم بلا واسطة، وهذا التعريف روعيت فيه بعض العبارات التي تخرج ما عداه من التوابع.

فإذا قلت: التابع دخلت كل التوابع، فإذا قلت: المقصود في الحكم فإنه حينئذ يخرج بعض التوابع التي ليست مقصودة في الحكم، كعطف البيان -مثلًا- والتوكيد فإنها ليست مقصودة، وإنما جيئ بها للتقوية فقط، وإن المقصود الأول الذي هو المتبوع، أما البدل فإن التابع هو المقصود.

أصل البدل: البدل هو المقصود واللفظ المبدل منه كأنه ألغي ونسخ بهذا البدل الجديد، وإلا ما فائدة البدل؟ أنت لم تأت بالبدل إلا لأنك يعني: أردت أن تأتي بلفظ ترى أنه أدق أو أشمل من اللفظ الأول، فجئت به كأنك تريد أن تستغني به عنه، ولذلك فإنهم يقولون فيه: إنه على نية إحلال الثاني محل الأول، بمعنى أنك لو أحللت الثاني محل الأول واكتفيت بالثاني لصح الكلام؛ لأن الثاني هو المقصود عندك، وهو المهم.

أقسام البدل: وهو على أربعة أقسام:

1- بدل الكل من الكل أو الشيء من الشيء أو المطابق. قام زيدٌ أخوك.

2- وبدل البعض من الكل:قرأت السّورة نصفَها.

3- وبدل الاشتمال:نفعني الأستاذ علمُه.

4- وبدل الغلط:رأيت زيدًا الفرسَ.( أردت أن تقول: الفرس فغلطت فأبدلت زيدًا منه.)
يقول الناظم محمد بن آب الشنقيطي – رحمه الله تعالي:

إذا اسم أبدل من اسم ينحــل …. إعرابه والفعل أيضا يبـد ل
أقسامه أربعة فإن ت ـرد …. إحصاءها فاسمع لقولي تستفد
فبدل الشيء من الشيء كجا …. زيد أخوك ذا سرور بهجـا
وبدل البعض من الكل كمــن …. يأكل رغيفا نصفه يعط الثمن
بدل الاشتمال نحو راقنــي …. محمد جماله فشـاقنـ ـ ـي
وبدل الغلط نحو قد ركب …. زيد حمارا فرسـا يبغي اللعــب

ج – الفرق بين عطف البيان والبدل:

قال ابن هشام في ( مغني اللّبيب) ما افترق فيه عطف البيان والبدل، وذلك ثمانية أمور:

أحدها: أنَّ العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر؛ لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتقِّ.

الثاني: أنَّ البيان لا يُخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره.

الثَّالث: أنه لا يكون جملة بخلاف البدل.

الرَّابع: أنه لا يكون تابعًا لجملة بخلاف البدل.

الخامس: أنَّه لا يكون فعلاً تابعًا لفعل، بخلاف البدل، نحو قوله تعال }:ومَن يَفْعَلْ ذلكَ يلْقَ أثامًا يُضَاعَفْ لَهُ العَذابُ{
السَّادس: أنه لا يكون بلفظ الأوَّل، ويجوز ذلك في البدل بشرط أنْ يكون مع الثاني زيادة بيان، كقراءة يعقوب: { وترَى كُـلَّ أُمَّةٍ جاثِيةً كُـلَّ أُمَّةٍ تُدعَـى إلى كِتَابِها} بنصب {كلَّ} الثَّانية؛ فإنَّها قد اتَّصل بها ذكر سبب:الجُثُـوّ .

السَّابع: أنَّه ليس في نيَّـة إحلاله محلّ الأوَّل، بخلاف البدل، ولهذا امتنع البدل وتعيَّن البيان في نحو: ” يا زيدُ الحارثُ “، وفي نحو : ” يا سـعيدُ كُـرْزٌ ” بالرفع، أو ” كرزًا ” بالنصب.

الثَّامن: أنَّه ليس في التقدير من جملة أخرى بخلاف البدل، ولهذا امتنع أيضا البدلُ وتعيَّن البيان في نحو قولك:(هنـدٌ قامَ عمرٌو أخوها)، ونحو: (مررتُ برجلٍ قامَ عمرٌو أخوه)، ونحو: (زيدٌ ضربتُ عمرًا أخاه).
قال المحقق رضي الدّين الأستراباذي في شرحه على الكافية في النحو لابن الحاجب ( 2/379 )
[أنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جليٌّ بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان، بل لا أرى عطف البيان إلا البدل، كما هو ظاهر كلام سيبويه..].اهـ يُنظر دليل السالك 2/59 .

وقد علق الدّكتور فاضل صالح السامرائي على ذلك بقوله:

عطف البيان هو قريب من البدل نقول مثلاً: أقبل أخوك محمد، محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان. لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف البيان عن البدل. وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق:” لم يتبين لي فرق بين عطف البيان والبدل”.
عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إلا في مواطن:
عطف البيان لا يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فعلاً.
عطف البيان لا يمكن أن يكون مضمراً أو تابعاً لمضمر(ضميراً أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون.
عطف البيان لا يمكن أن يكون جملة ولا تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك.
وهناك مسألتين أساسيتين يركزون عليهما:
البدل على نيّة إحلاله محل الأول.

البدل على نية تكرار العامل أو على نية من جملة ثانية.
على سبيل المثال وحتى لا ندخل في النحو كثيراً نقول: يا غلام محمداً هذه جملة صحيحة الغلام اسمه محمد هذا لا يمكن أن يكون بدلاً لأنه لا يصح أن يحل محل الأول لأننا قلنا سابقاً أن البدل على نية إحلاله محل الأول ومحمد علم مفرد يكون مبني على الضمّ مثل:(يا نوحُ) (يوسفُ أعرض عن هذا) ولا نقول يا محمداً.
وكذلك إذا قلنا: يا أيها الرجل غلام زيد. لا يمكن أن يكون بدل فلو حذفنا الرجل تصير الجملة يا أيها غلام زيد لا تصحّ.

مثال آخر: زيد أفضل الناس الرجال والنساء . إذا حذفنا الناس لا تصح الجملة ولا يمكن أن تكون الناس بدل لأنه لا يصح قول: زيد أفضل الرجال والنساء. وإنما تُعرب عطف بيان.
فليس دائماً يمكن أن يُعرب عطف البيان والبدل أحدهما مكان الآخر وإنما هناك مواطن يذكرها النحاة لكننا نقول أن عطف البيان موجود في اللغة.

*ومع ذكر كل الفروق بين عطف البيان والبدل كما ذكرنا سابقاً يأتي أشهر النحاة فيقول أنه لم يتبين له الفرق بينهما وأنا في الحقيقة من هذا الرأي أيضاً.

وقد نظم الشيخ العلامة بن عبد الحميد الجكني الموريتاني الفروق بين عطف البيان والبدل شعرا في قوله:

لم يقع البيان إلا مظهـ ــرا ولا يكون تابعا ما أضمـ را
ووافق الأول في التعريـ ف وضده فارو بلا تحري ــف
وليس جملة وليس يتبـ ع تلك ولا يكون فعلا يقــ ع
ولم يكن من جملة أخرى يفي …. ولم يكن بنية الإح ــلال في
ولم يك اللفظ كلفظ الأول وعكس هذا قد يرى في البــدل

ب- إعرابهما:

أمّا من حيث إعرابهما فقد قال ابن هشام – رحمه الله – في:شرح شذور الذهب:
وكلّ شيء جاز إعرابُه عطفَ بيانٍ، جاز إعرابُه بدلاً، أعني: بدلَ كلٍّ من كلٍّ ، إلاَّ إذا كان ذكرُه واجبًا، كـ(هنـدٌ قام زيدٌ أخوها)، ألاترى أنَّ الجملة الفعليَّة خَبَر عن (هنـدٌ)، والجملة الواقعة خبرًا لا بدَّ لها من رابط يربطها بالمخبر عنه، والرابط هنا الضَّمير في قوله: (أخوها) الذي هو تابع لـ(زيـدٌ)، فإن أسقط لم يصحّ الكلام؛فوجب أنْ يُعربَ بيانًا لا بدلاً؛ لأن البدل على نيَّة تكرار العامل، فكأنَّه من جملة أخرى، فتخلو الجملة المخبَر بها عن رابط.
وإلاَّ إذا امتنع إحلالُه محلَّ المتبوع، ولذلك أمثلة كثيرة، منها قولك: يا زيدُ الحارثُ فهذا من باب البيان وليس من باب البدل؛ لأن البدل في نيَّة الإحلال محلّ المبدل منه، إذ لو قيل: (يا الحارثُ) لم يجز؛ لأنَّ (يا) و (أل) لا يجتمعان هنا، ومنها قول الشاعر:
أنا ابنُ التَّاركِ البكريِّ بِشْـرٍ * عليهِ الطـيرُ ترقُبُـهُ وُقوعـا
فـ(بشـرٍ) عطف بيان على (البكـريِّ(، وليس بدلاً، لامتناع (أنا ابنُ التاركِ بشـرٍ)؛ إذ لا يضاف ما فيه الألف واللام إلى المجرَّد منها، إلا إنْ كان المضاف صفة مثنـَّاة أو مجموعةً جمع مذكَّر السَّالم، نحو: (الضاربا زيـدٍ)، و(الضارب و زيـدٍ)، ولا يجوز(الضاربُ زيـدٍ) خلافًا للفـرَّاء .
وقل رب زدني علما. ـ مستجمع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر

الاستاد عبد اللطيف استاذ علوم طبيعية والحياة يدرس في ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار بالجزائر العاصمة

الاستاد عبد اللطيف قد قام/(ة) بكتابة 24٬176 درس
    نرجو التسجيل في منتدى سؤال و جواب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *