تعريف الشاعر عبد الرحمن جيلي

تعريف الشاعر عبد الرحمن جيلي

 

الشاعر جيلي عبد الرحمن
الشاعر جيلي عبد الرحمن ، ولد في جزيرة صاي بسكوت المحس في عام 1932. وتوفي بالقاهرة التي شهدت نشأته في 24/8/1990. وخلال سنوات عمره الثمانية والخمسين عاما كانت حياته مليئة بالتحدي والمثابرة، لتنمية موهبته الشعرية التي ظهرت مبكرا عندما بلغ سن السابعة، حسب رواية اخته الكبرى الحاجة منيرة فتقول :
جاء
جيلي الى مصر وعمره حوالي سنتين. ثم ذهب الى صاي مع والدتنا الحاجة شورة اطال الله في عمرها وهو في الخامسة. وعندما جاءته باكورة الشعر قام بتصوير كل مشاهداته في قصيدته احن اليك يا عبري او هجرة من صاي “. وقد قام الاستاذ على المك بجمعها بعد سفره الى روسيا للدراسة. وكان جيلي يحفظ القرآن كله وعمره تسع سنوات. ونال جائزة عليها من الخاصة الملكية ببلدة انشاص حيث كان والدنا يعمل ، ونسكن فيها .وكان والدنا يشجّعه على الدراسة الدينية ولكن بفكر متطور وافق واسع بل كان يقرأ اشعار جيلي و لايضغط على حريته الشخصية. خاصة ان جيلي كان متأثرا باشعار حافظ ابراهيم واحمد شوقي وكذلك بالحياة الريفية بانشاص وكان دائما يتفقد احوال الفلاحين ويصور حياتهم في ابيات شعرية فيقول :
تلاشت
في حضن الظلمة اكواخ واجمة جاهمة
ثم
يقول
يا
رب الناظر هذا الفاجر هل يأخذ مني البقرة
من
اجل جنيها بعشر وجنيهين ساسددها بعد الاذرة
فقد
كان يسخر من الاقطاعيين ، وقد مكث جيلي بانشاص حتى بلغ الرابعة عشر ، ثم احتضنه خالد باشا حسين رئيس انشطة الكشافة بمصر حينذاك والحقه بالازهر. ثم انتقل للدراسة بدار العلوم وزامل الشعراء ( تاج السر الحسن ، والفيتوري ، ومحي الدين فارس ) واتجه للكتابة في الصحف المصرية وهو طالب.
في
عام 1953 نشرت له اول قصيدة بجريدة المصري .
جيلي
والهجرة الى روسيا
اول
ديوان صدر لجيلي كان في عام 1956 بالقاهرة بعنوان قصائد من السودان “. وفي 1961 بدأت هجرته الى روسيا لاستكمال دراسته بمعهد جوركي للآداب. وفي عام 1967 صدر له ديوانه الثاني الجواد والسيف المكسور “. ثم حصل على الدكتوراه حول تطور النثر الفني في السودان، من بدايات القرن التاسع عشر حتى آخر الستينات . وقدم ايضا عام 1965 كتابا سياسيا بالتعاون مع صديق عمره الشاعر تاج السر الحسن، بعنوان المعونات الاجنبية و اثرها على استقلال السودان “. واشترك مع نجيب سرور ومجاهد عبد المنعم وكمال عمار في ديوان اغاني الزاحفين “. وقد قام بترجمة العديد من الاعمال والمختارات الشعرية للشاعر الروسي كونابيف ، وظل جيلي عبد الرحمن مهاجرا بين جامعات روسيا والجزائر واليمن كأستاذ محاضر حتى نهاية حكم نميري فعاد الى السودان لفترة قصيرة ثم جاء للعلاج بالقاهرة وتوفي بها .
بعد
وفاته صدر له ديوان بوابات المدن الصفراء عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .
إكتشاف معطيات النص.
التقى
الشاعر بصديقه في بلاد الغربة (في المدينة )في شارع مكتظ بالهموم و مشاق الحياة. فكانت ردة فعله انفعالية مثيرة.فهذا وجه مالوف .فاعترته الدهشة بل الفرحة الكبرى(أهذا أنت ؟).
كان
اللقاء بين الصديقين.ووجد الشاعر متنفسا يفرغ عنده همومه .فهو يعيش بين أناس غرباء ،يراهم أكداسا من الجوه لا تحمل ملامح إنسانية (وجوههم أشياء)(عيونها حزينة) ( نظراتها باهتة لالون فيها)، عروقها جافة تحتاج لمن يحييها ( قطرات مزن) يرسم الالوان فيها. انه يعيش مع اناس شغلتهم اللهفة عن الحياة الحقة.
لهذا
فهو يعاني بين هؤلاء الناس ( بل الاشياء) وجيب الغربة القاسي، فيرى نفسه قزما تطحنه خطاه في خضم تقدمهم السريع بحثا عن حاجياتعم المادية.
الشاعر
متشائم، يعيش في عصر ملول ، يمقت الشعر لا يعرف العفة، لا يود غيره ( ان سوق الود لا يشرى بها الود)
فهو
يضرع الى الله ليجد من يعانقه بلا زيف .
القصيدة
مليئة بقاموس الاحزان : حزن على حال شوارع المدينة على وجوه عطشى علاها الجفاف ، شوق الى الاحبة والخلان حزن علتى عصر ملول يمقت الشعر عصر نبذ العفة وطلق الود،شوق الى الاصل الى القرية ( شجر اللوب) شوق الى ثرى الوديان ووجه الخلان .
في
طهذا النص الشعري نفس واحد( او يكاد) تتخلله وقفات ارتياح لا بد منها للمتابعة: اللهفه , الوقفه , العفةالرفه. هذه الوقفات ترتبط بالعامل النفسي لدى الشاعر فالنفس المتردد بين الشهيق والزفير له قدرة محدودة على الامتداد لينتهي عند هذه الوقفات التي نسميه قوافي. وقد وفق الشاعر لاختيار اماكنها تبعا للدفقة الشعورية التي تتعدى بعض الاحيان الى سطور متباعدة فاذا كانت الحالات الشعورية معقدة مركبة فتمتد لتعبر عن هذا التدفق الشعوري.
ينتهي
السطر مع الدفقة فان كانت قصيرة قصر وان كانت ممتدة كما هو حال الشاعر هنا امتد.
تتشكل
القصيدة من جمل شعرية ترتكز على نفس واحد يمتد مشكلا اكثر من سطر .
مثل
اهذا انت ؟ شارعنا زجاج فاقع الضوء

وعمياء من اللهفة فهذه الأسطر الخمسة شكل جملة فعلية واحدة متصلة تتكون من مجموعة من التفعيلات فان توقفنا عند ( لقطرة مزن) نحس بعدم الارتياح ويقطع نفس الشاعر, فلا تستطيع إلا ان تمتد بالقراءة الى السطر الثاني لتنتهي عند الدفقة الشعورية ثم تتوالى الاسطر الموالية لتسجل وقفة جديدة عند ( الوقفه)
مناقشة المعطيات:
معاناة
الشاعر  كانت ذات بعد فلسفي و حضاري فهو يعيش في مدينة كبيرة شارعها زجاج فاقع الضوء لكنها موحشة سكانها اناس نكرة مجهولون لا تربطهم بالانسانية سوى صورهم
من
ابرز ما في حياة هذه المدينة الزمن الذي يشكل عاملا جوهريا في حياة الناس الذين يعيشون في حدود مشاغلهم الخاصة فالزمن سيف مسلط على رقاب الجميع.
من
هنا سجل الشاعر اساه ونقمته على هذه الحياة فهو مجبور ان يعيش في اطارها فهو مجرد شبح من الاشباح المتحركة فيه.
يشعر
الشاعر بالوحدة فيها ويشتد اساه حين يفقد الشاعر من يحب فعند ذل يتمثل هذا الشعور بالوحدة قويا رغم زحمة المدينة بالناس والاشياء ومادام هناك بعد للاحباب والخلان تصبح المدينة وكانها ليس بها انسان ,تضيق رغم اتسعها
قزمان: لفظة
ترمز الى الضياع في زحمة المدينة كما توحي بالشعور بالتهميش في عصر ضاعت فيه القيم الروحية
تطحن
: تعبير عن العلاقات بين الناس ، علاقة السباق بينهم فكل فرد حريص على ان يكون وحده مندفعا فهو يخوض مع الاخرين ( الناس) سباقا في التدمير من اجل مصلحة الذات وهكذا يحاول كل فرد ان ينال من الاخرين ليسلم حتى يكون وحده صاحب الكلمة والنفوذ.
تحديد بناء النص
اختار
الشاعر النمط الوصفي ليصف واقع الغربة الحزين وهو النمط الغالب وقد تداخل مع هذا النمط كل من الامري والاخباري وهذا ما نقف عليه في المقطع الاول.
خصائص الوصف
شارعنا
زجاج فاقع الضوء
اكداس
من الاوجه تبحث عن صدى شيء
عروقها
عطشى
نسمات
رطبات
وجيب
الغربة القاسي، قزمان تطحننا خطى الناس
الامري : ممثل بضمير المخاطب انت” : اهذا انت ، قل شيئا ، تعال نشم …………… اضافة الى فعل الامر قل ، تعال
الاخباري: هو الذي ينقل للمتلقي معلومات يجهلها لذى فدوره معرفي والشاعر في نصه يخبرنا عن قضية نفسية يعانيها جل الشعراء المعاصرين انها قضية الحاضة الحديثة وما احدثته من غربة نفسية , ويظهر الاخبار في المقطع الاولاكداس من الاوجه تبحث عن صدى شيء ، تهوم في محاجرها وهاد الحزن، عروقها عطشى لقطرة مزن، وعمياء من اللهفة.
الاتساق والانسجام :
توفرت
الوحدة العضوية بين اسطر القصيدة مما جعلها بناء متكاملا مترابط الاعضاء ( الاسطر) فعند القراءة نلمس خيطا شعوريا واحدا يبدا بلحظة اللقاء ونبرات الشكوى ثم يتطور عبر الاسطر حتى ينتهي الى اخر السطر بافراغ عاطفي ملموس.
القصيدة
تمثل اطار بنائي محكم يجعل النص دائرة مغلقة تنتهي حيث تبدأ.



رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر

الاستاد عبد اللطيف استاذ علوم طبيعية والحياة يدرس في ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار بالجزائر العاصمة

الاستاد عبد اللطيف قد قام/(ة) بكتابة 24٬176 درس
    نرجو التسجيل في منتدى سؤال و جواب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *