تأثير الجزائر و إسهامها في حركة التحرر العالمية

3 ثانوي

تأثير الجزائر و إسهامها في حركة التحرر العالمية

الوحدة التعلمية  : الجزائر ما بين 1919 .1989

مجالات العمل :

تجسيدا لمبادئ الثورة التي أقرتها مواثيقها عملت الجزائر بعد الاستقلال على :

– تصفية الاستعمار و دعم حركات التحرر و القضايا العادلة

توثيق روابط الأخوة المغاربية والعربية و الإفريقية بالانضمام للجامعة العربية و منظمة الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقي

و المساهمة في تأسيس الاتحاد المغاربي

– إرساء السلم و الأمن العالمين و التأكيد على مبدأ الشرعية الدولية

– دعم التعاون بين دول العالم الثالث و السعي لتحقيق التحرر الاقتصادي و التنمية في دول الجنوب و هذا من خلال

الأمم المتحدة : انظم إليها الجزائر في 8- 10- 62 و دعمت جهود تفعيلها وتحقيق أهدافها و حيادها و تطبيق قراراتها بعدالة وقد برز دور الجزائر فيها ( الدعوة لدورة طارئة 1974 وترأسها و قد تم فيها التأكيد على نظام اقتصادي جديد و عادل . مراقبة عمل . الشركات متعددة الجنسيات . تثمين ثروات العالم الثالث . تمثيل فلسطين في المنظمة )

– حركة عدم الانحياز : الانضمام إليها و حضور كل قممها بداية من 1962 و احتضان مؤتمرها الرابع في سبتمبر 1973 المميزة من حيث الحضور و القرارات التي ركزت على الجوانب الاقتصادية بالدعوة إلى نظام اقتصادي دولي جديد وعادل و تشجيع سياسة التاميمات و الدعوة إلى حوار شمال جنوب و التأكيد على التعاون جنوب جنوب ومن خلال مجموعة 77

الحد من صراع الحرب الباردة أثناء القطبية الثنائية و الهيمنة الأمريكية بعد نهايتها – النظام الدولي الجديد –

إسهامات الجزائر في حركات التحرر في العالم :

– 1 القضية الفلسطينية : افتتاح أول مكتب لفلسطين في الجزائر في 23/9/1963 – تدريب كوادرها في كلية شر شال و أرسال شحنة سلاح إلى فتح عبر سوريا وذلك تحضيرا لانطلاقة الثورة الفلسطينية

– ااحتضان العديد من اللقاءات والمؤتمرات الخاصة بها ودعم القضية من خلال المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز سنة 1973 الذي قرر اعتبار الصهيونية حركة عنصرية

– ترتيب زيارة عرفات للأمم المتحدة سنة 1974 و المشاركة في الحروب العربية الاسرائيلية – 1967/1973 –

– الاعتراف بدولة فلسطين في المؤتمر المنعقد في الجزائر سنة 1988 – إنشاء إذاعة فلسطين ( صوت فلسطين )

– رفض التطبيع مع إسرائيل

2 – حركات التحرر في إفريقيا والعالم : لم تكن مساندة الجزائر لحركات التحريرية إلا امتدادا لمبادئ ثورتها التي مازالت تؤمن بحق الشعوب في تقرير المصير علما أن إسهام الجزائر في حركة التحرر بدا حتى قبل استقلالها و دعم حركات التحرر لم يقتصر على القارة الإفريقية ( جنوب إفريقيا – الموزمبيق – زمبابوي – غنيا – ناميبيا )و إنما تعداه إلى أمريكا اللاتينية وآسيا – لفيتنام – تصديقا لمبادئ السياسة الجزائرية الرامية إلى تأييد كل صوت طامح لكسر طوق الهيمنة والاستعباد

تاثير الجزائر واسهامها في حركة التحرير العالمي

دور الثورة الجزائرية في تحرير إفريقيا وبعض دول العالم الثالث
بعد إمضاء إتفاقية جنيف حول الهند الصينية عام 1954، إتجه رئيس الحكومة الفرنسية انذاك مانداس فرانس إلى تونس وصاحب معه المارشال جوان “صاحب التجارب الفاشلة”، وأعلن هناك منح تونس إستقلالا ذاتيا داخليا لمدة عشرين سنة. ولكن الشعب التونسي لم يرض بهذا الإستقلال المبتور، بينما تقوم بجواره ثورة في المغرب الأقصى والجزائر خاصة بعد أحداث 20 أغسطس 1955 في الشمال القسنطيني الجزائري. واضطرت فرنسا أن تعترف بالاستقلال التام للمغرب الأقصى وعاد الملك محمد الخامس من منفاه من مدغشقر مرفوع الرأس.
يقول المؤرخ الجزائري الدكتور يحيى بوعزيز »إن هذه الأحداث المزدحمة بالمغرب الأقصى والجزائر كانت حافزا للرئيس التونسي بورقيبة ليشد الرحال إلى باريس وينتزع من “قي مولي” رئيس الحكومة الفرنسية الإستقلال لتونس، ولم يكن في ذلك تردد آخر لفرنسا، وقد غرقت هذه الأخيرة في أحداث ثورة الجزائر المظفرة وضربات جيش التحرير في كل بقعة. وهكذا، تخلصت فرنسا من ثورتين شرقا وغربا للجزائر لهدف رئيسي وحتمي وهو: التفرغ لقمع هذه الثورة المشتعلة في أكبر دولة في المغرب العربي، والتي تربطها بها مصالح كبيرة إقتصاديا، وثقافيا وجغرافيا واستراتيجيا «
وعندما انتصر الاشتراكيون في انتخابات مطلع عام 1956، توقع المراقبون أن تعصف فرنسا بثورة الجزائر، ولكن قادة الثورة المباركة كانوا يعرفون كل المعرفة أنها سوف لن تفعل شيئا، لأن الاشتراكيين واليسار الفرنسي بصفة عامة لايختلفون عن أحزاب اليمين الفرنسي تجاه الجزائر وثورتها، ولم يكونوا يفكروا في حل جذري لقضيتها، لأن” قي مولي”، الأمين العام للحزب الإشتراكي آنذاك، ورئيس الحكومة الفرنسية الجديدة، و روبار لاكوست الإشتراكي الآخر صاحب خرافة “الربع الساعة الأخير” (le dernier ? d?heure) للقضاء على الثورة الجزائرية وكذا الفيلسوف جاك سوستال الذين غرقوا في أدغال الثورة المريرة التي بقيت تدوس كل القوات الإستعمارية سواء المسلحة أو السياسية منها، وتسقط 7 حكومات فرنسية متتالية وتطيح بالجمهورية الفرنسية الرابعة بأكملها. وهذه الحكومات هي:
ـ حكومة مانداس فرانس (Mend?s France) ـ حكومة قي مولي الأولى (Guy Mollet ) ـ حكومة برجاس مونوري (Borges Maunoury ) ـ حكومة إدغار فور (Edgar Faure) ـ حكومة فيليكس قايار (F?lix Gaillard ) حكومة قي مولي الثانية (Guy Mollet ) وحكومة ميشال دوبري ) (Michel Debr?.
فقد امتد التعفن السياسي والدبلوماسي في فرنسا داخليا وخارجيا وحتى في الجيش الفرنسي الذي أصبح يشعر بالمرارة من الهزائم النكراء التي توالت عليه. وبفضل إستراتيجية الثورة وعملها السياسي والدبلوماسي عبر القنوات المتعددة في الداخل والبعثات في الخارج، وصل الأمر إلى تمرد ضباط وجنرالات الجيش الفرنسي بالجزائر صباح يوم 13 ماي 1958، حيث جاؤوا بالجنرال دي غول إلى الحكم من قريته العزولة deuxEglises) (ColombeyLes لينقذهم من ردود فعل الثورة وشراستها ويحمي لهم مابقي مما سموه “بالجزائر الفرنسية”.
ولكنه كان يمتاز بنظريته البعيدة لمصالح فرنسا الداخلية والخارجية فأكثر من التردد على الأرض المستعمرة (الجزائر) ليطلع بنفسه على الأمر الواقع و يتبعه عن كثب.
وكمحاولة لتحدي الثورة الجزائرية، والتفرغ لمواجهتها، إلتفت فرنسا تحت قيادة الجنرال دي غول إلى مشاكل المستعمرات الفرنسية الأخرى في إفريقيا للتخلص منها والاهتمام بالمستعمرة الكبرى التي كانت تعتبرها قطعة لا يمكن أن تنفصل عن فرنسا أبدا
. ويقول المؤرخ يحي بوعزيز في هذا الشأن: “كانت شعوب المستعمرات قبل إندلاع ثورة نوفمبر الجزائرية شبه نائمة ومستكينة لسبات الغفلة والتخلف، فأيقظتها هذه الثورة بضجيجها وهديرها وتساءلت عما يجري في شمال قارتها…”
ويضيف يحي بوعزيز: “كانت صيحة “لا” (Non) أثناء الإنتخابات التي أعلنها شعب غينيا عام 1958 مع أحمد سيكوتوري(SEKOU TOURE) بداية لمسيرة شعوب القارة السمراء نحو التحرر وتحقيق الإستقلال الوطني. واضطر دي غول أن يعترف بهذا الواقع وبحق شعب غينيا في الإستقلال والإنفصال عن فرنسا… وقد أقحم الجنرال دي غول البلدان الإفريقية فيما سماه “بالإتحاد الإفريقي” حتى لا تفلت منه ويوقف إمكانيات فرنسا كلها لمحاربة الثورة الجزائرية وحدها وتصفية حسابها لوحدها. ولكن العكس هو الذي حصل ،فبعد تجربة غينيا الناجحة، أخذت باقي الشعوب الإفريقية الأخرى تعلن صيحتها وتطالب بحقها في الإستقلال والحرية… ولما عم الغضب سائر بلدان إفريقيا، إضطرت فرنسا أن تسلم الإستقلال بالجملة وأمضى رئيس وزرائها ميشال دوبري في ظرف عام واحد (1960) على إستقلال 12 بلدا إفريقيا، وهي:
مالي ـ سينغال ـ فلطا العليا ـ ساحل العاج ـ الداهومي ـ إفريقيا الوسطى ـ تشاد ـ النيجر ـ الغابون ـ الكونغو (برازافيل) ـ الكامرون ـ وموريتانيا.
“ولم يكن هذا الإعتراف كرما وسخاء من فرنسا ـ يقول بوعزيزـ وإنما بفضل الثورة الجزائرية التي كانت بمثابة البعبع ينطحها ويشبعها ركلا ورغسا من كل جانب”.
وكانت فرنسا تظن وتتصور أن التخلص من هذه الدول الإفريقية يتيح لها الفرصة والقوة لكي تطعن ثورة الجزائر وتقضي عليها، وجاءت الفائدة مزدوجة، فتحررت إفريقيا كلها من رجس الإستعمار الفرنسي والبريطاني، والبلجيكي، وحتى الإسباني والبرتغالي.
وهكذا، يمكننا القول بأن ثورة أول نوفمبر 1954تعتبر من الأحداث العالمية الكبرى في التاريخ المعاصر. فانعكست آثارها الحسنة والإيجابية على معظم شعوب العالم إن لم نقل العالم الثالث ، وخاصة في إفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية،بل صارت تمثل تجربة رائدة في الكفاح الوطني ضد الإستعمار وفي المواقف البناءة والدءوبة تجاه القضايا العالمية العادلة والمحبة للسلام.

سندات الوضعية :

– 1 – من خطاب الرئيس هواري بومدين 1973 في المؤتمر 4 لحركة عدم الانحياز : ” يرتفع صوت بلدان ع 3 عاليا لا يمكن اتخاذ أي قرار خطير التي يجري إعدادها في ميدان تنظيم العلاقات التجارية الدولية أو تجديد هياكل نظام النقد الدولي إن المؤتمر 4 للحركة يعبر عن مطامح أكثر من نصف البشرية يمثل أكبر تجمع في التاريخ لرؤساء الدول … يقترح المؤتمر إقامة أجهزة مشتركة بين البلدان المنتجة و المصدرة للمواد الأساسية .و يشجع المؤتمر على التبادل الاقتصادي و العلمي و الثقافي …”

– 2 – من خطاب الرئيس هواري بومدين في المؤتمر الرابع لحركة عدم الانحياز( .إننا نعيش في عصر تجمعات كبرى حيث الأقوياء لا يرحمون الضعفاء ,من اجل هذا تعين علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نعتني بمصالحنا وان نقوم بصياغة الأشكال وضبط الوسائل الكفيلة بالدفاع عن مصالحنا الحيوية ,حتى يرتفع صوتنا في العالم وحتى لا تناقش قضايانا من وراء ظهورنا وفي غيابنا

– 3 – قال الزعيم الثوري الغيني اميلكال كابرال ” إذا كانت مكة قبلة المسلمين والفاتيكان قبلة المسيحيين فإن الجزائر تبقى قبلة الأحرار والثوار”

– 4 – ما كانت تمثله الجزائر بالنسبة لأحرار القارة الإفريقية ولعشرات الحركات الثورية التحررية التي عرفت النور مباشرة بعد استقلال الجزائر و أن الجزائر التي خرجت من أبشع حرب مع اكبر قوة استعمارية وجدت نفسها في قلب فورة تحررية كانت سببا في اندلاعها ولم يكن في مقدورها التنصل منها ودعم القائمين بها. ولم يقتصر الدعم على المال والسلاح والدعم السياسي بل تعداه أيضا إلى تكتيكات الحرب .

– 5 – لم تكن حركات ثورية في شرق إفريقيا أو غربها أو حتى جنوبها تستطيع اتخاذ قرار الثورة ما لم تحظى بدعم السلطة الفتية في الجزائر والتي تحوّلت إلى أشبه بقاعدة خلفية لها.

– 6 – وتتذكر أجيال من الجزائريين في عقود ستينات وسبعينات شخصيات افريقية شكلت رموز الكفاح التحرري وأصبحت فيما بعد وجوها سياسية بارزة بدءا بنيلسون مانديلا وديسموند توتو في جنوب إفريقيا وجوشوان كومو وروبيرت موغابي في زيمبابوي وسامورا ميشل في الموزمبيق وباتريس لومومبا في الكونغو واميلكال كابرال في غينيا وسام انجوما في ناميبيا. ولم تكن مساندة الجزائر لكل هذه الحركات التحريرية إلا امتدادا لمبادئ ثورتها التي مازالت تؤمن بحق الشعوب في تقرير المصير.

7 – وليس من الصدفة أيضا أن يؤكد الراحل ياسر عرفات بعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية بالجزائر بدلا من عدة عواصم أخرى أن اختيار الجزائر لهذا الحدث البارز في تاريخ الكفاح الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، كان تبركا بأرض ثورة نوفمبر التي ألهمت قادة الثورة الفلسطينية وشجّعتهم على إعلان ثورتهم التحررية في الفاتح جانفي 1965.

– 8 – بهذه الروح وبتلك النتائج استطاعت ثورة الفاتح من نوفمبر1954 إن تتعدى حدود الجزائر وان تمتد إلى العالم العربي والى إفريقيا مجلة الثقافة1984

– 9 – قال هواري بومدين : ” استقلالنا لا يكون تاما وسيادتنا تبقى ناقصة مادامت انقولا غنيا البرتغالية الموزنبيق والرأس الأخضر لم ينتصروا على الاستعمار البرتغالي وشعوب إفريقيا الجنوبية ماتزال تعاني من ميز عنصري ” تحميل كتاب النار ص 218

تقويم مرحلي : – 1 – اعتمادا على مكتسباتك القبلية و على ما جاء في الوضعية ابرز أهمية المؤتمر 4 لحركة عدم الانحياز في مسار الحركة منذ تأسيسها

– 2 – على خريطة صماء للعالم حدد الدول التى كان للجزائر اسهام في استقلالها



رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر

الاستاد عبد اللطيف استاذ علوم طبيعية والحياة يدرس في ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار بالجزائر العاصمة

الاستاد عبد اللطيف قد قام/(ة) بكتابة 24٬176 درس
    نرجو التسجيل في منتدى سؤال و جواب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *