مقدّمة: ابتداء من هذا الدرس ستتعرف على علم يسمى “علم البديع”

 فما هو علم البديع؟

(البديع) لغة: هو من بَدَع وأبدع، أي: أوجده لا على مثال سابق.

واصطلاحاً: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام. ويتضمن وسائل تعبيرية توضح المعنى وتثبته وتزيّن الكلام وتُجمّل الأسلوب، ويعمد إليها الأديب تلقائيا وبدون تكلٌّف أو اصطناع تلبية لدعوة الفطرة الشعورية

وعلم البديع ينقسم إلى قسمين:

1 ـ المحسّنات المعنوية: وتهدف إلى  التحسين المعنى في الأصل وإن أدّى ذلك إلى التحسين في اللفظ، ويظهر أثره في توضيح المعنى وتثبيته وتقويته وتقريره، ويندرج ضمن هذا القسم: الطباق والمقابلة

2 ـ المحسّنات اللفظية:

ولنذكرهما في فصلين:وتهدف إلى  التحسين اللفظ  في الأصل وإن أدّى ذلك إلى التحسين في المعنى، ويظهر أثره في ألفاظ الأسلوب الأدبي، وأكثر ما يعتمد على تنظيم النّغم، وترتيب الإيقاع المتولّد من تزيين اللفظ وتجميله، ويندرج ضمن هذا القسم: السّجع والجناس

كما ستتعرف على علم المعاني من خلال الأسلوب الخبري والإنشائي

  هو توافق الكلمة الأخيرة من جملة ، مع الكلمة الأخيرة من جملة أخرى في الحرف الأخير منهما

   وهو لون أدبي مقبول إذا كان هدفه تقوية المعنى، بعيدا عن التكلّف، ولا يكون إلا في النثر

    تجد أسلوب السجع في البيئة الفطرية البسيطة ، ويقلّ كلما تقدّم الفكر واتجه الإنسان إلى السرعة في التعبير وإنجاز الأعمال

  – وفي مجموعة المثال الثاني ترى أنها تشترك في حرف واحد وهو الراء و الكاف(لأنهما المنطوقان وليس الواو) يتكرر الكاف مرّتين في نهاية الجملتين الوليتين، والراء في نهاية الجملتين الأخيرتين

  هذا التوازن الصوتي يكسب الكلام جرسا موسيقيا ترتاح له النفس، ويحسن وقعه على الأذن، كما أنّ فيه توكيدا عن طريق الحرف المكرر في ختام الجمل

  هذا الجرس الموسيقي نسمّيه بالسّجع

   لماذا ياتي الأدباء والبلغاء بالسّجع؟ السّجع لا يكون إلا في النثر له غاية موسيقية تعمل على إيقاع الفواصل في الجمل لجعل الكلام أوقع وأحسن سمعا فيرسخ في الذهن ويسهل للحفظ فدوره إذن التأكيد وتقوية المعنى

-1-  لا تقهروا الأطفال

لا تقتلوا فيهم براءة السّؤال

– 2- إن يكبروا

ليذكروا

ويدركوا

ويملكوا

هو الذي لا يحتمل الصدقَ أو الكذب وليس له واقع نتأكد فيه، وهو قسمان:

1- الطّلبي: كالنّهي، وهو طلب الكف عن فعل على سبيل الاستعلاء ، وله أغراض بلاغية عديدة

2- غير الطلبي

   الأشطر الثلاث الأولى جاءت على صيغة النهي، حيث يطلب منّا الشاعر الكفّ عن فعل أمور ما وهي: القهر والسّلب والإطفاء، فجاءت الأفعال مضارعة مسبوقة بأداة نهي 

   أما الشطران الأخيران :”وتسلبوا من ثغورهم..وتزرعوا الحزن على وجوههم ” فهو نهي أيضا لكن أداة النهي محذوفة لأنها معروفة، والتقدير: لا تسلبوا، ولا تزرعوا

   هل الشاعر في هذه الفقرة الأولى من القصيدة صادق أم كاذب؟

   لا يمكن الحكم على صدقه أو كذبه لأنه لا يمكننا التأكد من ذلك، إذْ لا وجود لواقع أو مكان نتأكد فيه

   إذن،كيف نسمي هذا النوع من الأسلوب؟

   إنّه الأسلوب الإنشائي الطلبي

   ما لغرض من إتيان بالنهي هنا؟ أتى الشاعر بالنهي هنا من أجل الكراهة، أي هو يحاول أن يجعل الآخرين -أي الكبار وبلغة هادئة، وعاطفة متوجعة- يكرهون هذه الأعمال فيبتعدوا عنها

   هل هناك نوع آخر من الأسلوب الإنشائي في القصيدة؟ لا، فالنص خال من الأمر والنداء والاستفهام…..

لا تقتلوا في قلوبهم براءة السّؤال

لا تطفئوا

البريق في عيونهم

وتسلبوا من ثغورهم

وتزرعوا الحزن على وجوههم …

من نص القراءة ودرسة النص : “لا تقهروا الأطفال” استخرج المجاز، وحّدد بالضبط الكلمة المجازية، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي

  * كتب عمر بن عبد العزيز إلى القائد الجراح فقال له: بلغني أنّ رسول الله إذا بعث جيشا أو سريّة قال: باسم الله، وفي سبيل الله تقاتلون من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا امراة ولا وليدا”

  * دع المكارم لا ترحل لبغيتها     واقعد فإنّك الطاعم الكاسي

  * ” ربّن لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا”

  * لا تحزن إنّ الله معنا

  * لا تتوعدني بالفشل