الإيمان بالقضاء والقدر

 – {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ} أي ما يحدث في الأرض من المصائب كقحطٍ، وزلزلةٍ، وعاهة في الزروع، ونقصٍ في الثمار {وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ} أي من الأمراض، والفقر، وذهاب الأولاد {إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} أي إلاَّ وهي مكتوبة في اللوح المحفوظ من قبل أن نخلقها ونوجدها قال ابن جزي: المعنى أن الأمور كلها مقدَّرة في الأزل، مكتوبة في اللوح المحفوظ من قبل أن تكون، وفي الحديث (إن الله كتب مقادير الأشياء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء) {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أي إن إثبات ذلك على كثرته سهلٌ هيّنٌ على الله عز وجل وإِن كان عسيراً على العباد

– {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} أي أوجد كل شيء بقدرته مع الإِتقان والإِحكام. قال ابن جزي: الخلق عبارة عن الإِيجاد بعد العدم، والتقدير عبارةٌ عن إتقان الصنعة وتخصيص كل مخلوقٍ بمقداره وصنعته، وزمانه ومكانه، ومصلحته وأجله وغير ذلك وقال الرازي: وصف سبحانه ذاته بأربع أنواع من صفات الكبرياء: الأول: أنه المالك للسماوات والأرض وهذا كالتنبيه على وجوده والثاني: أنه هو المعبود أبداً والثالث: أنه المنفرد بالألوهية والرابع: أنه الخالق لجميع الأشياء مع الحكمة

للمطالعة

أحاديث في القدر

 1- الإيمان بأن الله تعالى قد علم بكلّ شيء جملة وتفصيلا، فالله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم كما علم رزقهم وآجل كل مخلوق فيهم، وعلم ما يقولون وما يفعلون وكل حركة يأتونها، أو سكنات وأسرار تصدر منهم ، كما علم سرّهم وعلانيتهم، وهذا كلّه قبل أن يخلق الخلائق ، قال الله تعالى:”{وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}.

2- الإيمان بأنّ الله كتب كلّ هذه الأخبار الغيبيّة ، وكلّ ما سبق من علمه في اللّوح المحفوظ قال الله تعالى:”{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ ِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَاِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

 3- الإيمان بمشيئة الله النّافذة الواقعة لا محالة فلا يردّها شيء، ولا يمنع من وقوعها شيء، فجميع الحوادث التي وقعت كانت بأمر من الله ومشيئته وقدرته قال الله تعالى:” ويفعل ما يشاء”

 4- الإيمان بأنّ الله هو الخالق الواجد، يوجِد الأشياء من عدم بقوله كن فيكون، قال الله تعالى:” إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون”

 فالله خالق كلّ شيء بقدر وحكمة يعلمها هو ويُطْلِع من يشاء من عباده عليها، قال الله تعالى:”وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا“

للتوضيح أكثر

للمزيد

 3- يجعل المسلم يطلق طاقاته ومواهبه ليكتسب القوة في مواجهة مشاكل حياته

 2- ترك الأخذ بالأسباب ليس من الإيمان، فالأسباب إذا أخذت بها تؤدي بك إلى نتائج، وإسقاطها إسقاط للنتائج

 3- الإنسان حرّ في اختيار أفعاله، والله بيّن لنا الخير والشرّ وترك لنا حريّة الاختيار بغير إجبار

 4- هناك أقدار لا يمكن دفعها أبدا كالموت، وأسباب الموت، ومكان الموت…..