لقد رافق التزايد السكاني في العالم، زيادة في المساحة الزراعيّة والمنشئات الصناعيّة، ووسائل عدّة لسدّ حاجيات الناس. وبالرغم من أهميّة ما تنتجه هذه الوسائل المختلفة لحياة الناس، فإنّها تنتج أيضا كمّيات كبيرة من النفايات. وفي البلدان المتقدّمة صناعيّا، حيث تسود أساليب الحياة العصريّة، تزيد نفايات العائلة المتوسّطة على الطنّ سنويّا. وتتألّف هذه النفايات في معظمها من ورق التغليف والفضلات المطبخيّة.

والنفايات البشريّة لا بدّ من طرحها في مكان ما؛ ومعظم وسائل التخلّص منها قد تضرّ بالبيئة. فالكثير من النفايات الصلبة يطرح في حفر ضخمة كمواقع ردم. وتقوم جرّارات ثقيلة ضخمة بفرشها ودكّها لتشغل حيّزا أقلّ؛ كما تغطّي بالتراب وتدكّ يوميا لمنع الطيور والحيوانات من الاغتذاء عليها ونشر الأمراض. لكنّ هذا إن أخفى النفايات الصلبة، فإنّه لا يمنع السوائل السامّة من السروب إلى المياه الجوفيّة؛ كما إنّ ارتفاع الحرارة في مطاميرها يبتعث غازات لهوبة قد تتفجّر وتسبّب الحرائق.

وحتّى نستطيع أن نقلّص من تلوّث الجوّ واليابسة والماء من جراء هذه النفايات، يمكننا بدل رميها، إعادة تدويرها بإرجاعها إلى المصانع لتستخدم مجدّدا، كالزجاج والبلاستيك والورق والمعادن غير السامّة وبقايا زيوت المحرّكات، فنقلّص بذلك التلوثّ، ونوفّر الطاقة أو المادّة الأوّليّة أو كلاهما معا.
كما يمكننا أيضا الإقبال على شراء الأصناف المغلّفة أو المعبّأة بمواد يمكن تدويرها والأقل تلويثا للبيئة.