امتحان البكالوريا التجريبية لمادة اللغة العربية وآدابها الموضوع 2
امتحان البكالوريا التجريبية لمادة اللغة العربية وآدابها الموضوع 2
امتحان البكالوريا التجريبية لمادة اللغة العربية وآدابها الموضوع 2
حياتنا الأدبية فيما (يظهر من أمرها) راكدة خامدة ، ما في ذلك من شك ، فقد أصبحت الكتب القيمة نادرة يمر العام دون أن يظهر منها كتاب و احد ، والصحف اليومية و الأسبوعية لا تكاد تحفل بالأدب ، و قد تمر الشهور دون أن نقرأ فصلا ذا بال ، و المجلات الشهرية تُعنى بلون من الأدب يسير ، لا يكلف كاتبه عناء طويلا ، و لا يكلف قارئه جهدا ثقيلا ، فنحن قوم مترفون ، لا نريد أن نشق على أنفسنا حين نقرأ ، و أحب شيء إلينا أن نقرأ المقال ثم ننساه فقد دخل علينا السأم ، و أصبحنا نؤثر أن نمر بالأشياء مرورا سريعا ، و كثيرا ما نقرأ لنقطع الوقت ، لا لنغذو العقل و الذوق و القلب ، و كثيرا ما نقرأ لندعو النوم لا لنذوده عن أنفسنا. ورحم الله أيامنا كنا (نرى الوقت) فيها قصيرا سريع الحركة ، و كنا نتمنى لو زيد في ساعات الليل و النهار لنقرأ فنطيل القراءة ، و
لندرس فنحسن الدرس .
عفا الله عن مصر ، ما أشد تقصيرها في ذات الأدب و العلم و الفن ، و لست أكتب اليوم لأشكو إجداب القـرائح و كلال الأذهان ، و أريد أن أقف اليوم عند أسباب ثلاثة راجيا أن يفكر فيها المثقفون ، وأن يتجاوزوا التفكير إلى العمل ، لعلهم أن يجدوا منها مخرجا: و أول هذه الأسباب يأتي من ظروف السياسة ، فقد أعلنت الأحكام العرفية في مصر ثلاثة عشر عاما ، و لم ترفع خلالها إلا ثلاث سنين ، بحيث نستطيع أن نقول – غير مسرفين – (أننا حُرمنا الحرية) ، و الحرية قوام الحياة الأدبية الخصبة ، فإذا ذهبت أجدب الأدب و عقم التفكير ، و قد قال نابليون ذات يوم ” ليس لنا أدب جيد وتبعة ذلك على وزير الداخلية ” فقد أحس إذن أن الرقابة على الكُتّاب قد ذهبت برونق الأدب ، و أخص ما يمتاز به الأدب أنه حر بطبعه ، لا يقبل لحــريته قيدا و لو كان من الذهب
الخالص المرصع بالجوهر الكريم .
أما السبب الثاني فيُسأل عنه الأدباء الشيوخ ، ذلك أن كثيرا من الشباب يكتبون ثم لا يعرفون كيف يُظهرون الناس على ما يكتبون ، لا يجدون من شيوخ الأدب تشجيعا و لا تأييدا ، ولا يجدون ناقدا معروفا يقدمهم إلى الناس ليقرؤوهم، فتقع في صدورهم حسرة ممضة لعلها أن تصرفهم عن الأدب و الفن ، و للجيل الناشئ على الجيل الذي
سبقه شيء من الحق ، فليفكر شيوخ الأدباء في ذلك ليتحملوا تبعاتهم .
وليس السبب الثالث بأقل خطر من السببين السابقين ، و لعله أن يكون أشد منهما إمعانا في الشر إساءة في الأدب ، ذلك هو ضعف التعليم الأدبي في مصر ، ففي مصر مدارس و معاهد و جامعات يُدرَّسُ فيها الأدب ، و لكنه يُدرّس على نحو يحزن أكثر مما يسر ، فطلاب الأدب يستظهرون كلاما يُملى عليهم ، ويعيدونه في الامتحان ، ويظفرون بالإجـازات الدراسية ، و أظن أن أحدا لا يجادلني في أن أول ما يجب على الكاتب الشاب و الشيخ ألا يُذكِّر المؤنث ويؤنث المذكر ، وأن يحسن استعمال الأفعال و الحروف ، وإني ليحزنني أن أقول إن كثيرا من كتابنا
يرون أنفسهم كبارا يتورطون من هذا كله في شر عظيم
أولا – البناء الفكريّ :
1– استعرض الكاتب في الفقرة الأولى بعض مظاهر ضعف الأدب في زمنه ، دُل عليها .
2- حسب رأي الكاتب ،أين تبدو مشكلة الأدب أفي الكم أم في النوع ؟ و لمن حمّل مسؤولية هذه المشكلة ؟
و إلام يدعوهم ؟
3- ما الشرط الذي يراه الكاتب أساسا في رقي الأدب و خصوبته ؟ و ما العوامل التي أدت إلى افتقارنا لهذا
الشـرط في نظره ؟
4- إلى أي فن نثري ينتمي النص ؟علل حكمك بذكر أهم خصائصه .
5- لخص الفقرة الأولى من النص بأسلوبك الخاص.
ثانيا – البناء اللّغوي :
1 – ما المعنى الذي أفاده حرف الجر: “في” في التركيب التالي : (ذلك هو ضعف الأدب في مصر ، ففي مصر
مدارس ومعاهد يدرس فيها الأدب ).
2 – أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
3 – في قول الكاتب 🙁إجداب القرائح) وقوله 🙁عفا الله عن مصر) صورتان بيانيتان ، سم كل صورة و اشرحها، وبين
سر بلاغتها .
4- في قول الكاتب🙁 لا يكلف كاتبه عناء طويلا، و لا يكلف قارئه جهدا ثقيلا )، ظاهرة أسلوبية تميز بها طه
حسين، فيما تتمثل؟ وما الغاية منها ؟.
5- حدد المعنى الذي أضافته كل من : “أما” و ” لكن” في النص ، مبرزا دوريهما في بنائه.
ثالثا – التّقويم النّقديّ :
عٌرف طه حسين بأسلوبه ” السهل الممتنع ” على ضوء ما درست و انطلاقا من السند السابق ابرز أهم خصائص هذا الأسلوب ممثلا من النص .
رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر
Comments are closed.