مقالة فلسفية: إثبات أن البيولوجيا التحليلية تقضي عمليا على موضوع دراستها

إختبارات و فروض

مقالة فلسفية: إثبات أن البيولوجيا التحليلية تقضي عمليا على موضوع دراستها

مادة الفلسفة للسنة للسنة الثالثة ثانوي

مقالة فلسفية للسنة الثالثة ثانوي

شعبة علوم تجريبية – رياضيات – تقني رياضي – تسيير و اقتصاد


فند أطروحة “بونوف”القائلة:”ليس من الغريب إطلاقا إثبات أن البيولوجيا التحليلية (التشريحية) تقضي عمليا على موضوع دراستها

طرح المشكلة :إن التطور الذي عرفه المنهج التجريبي في مجال الدراسات البيولوجية في العصر الحديث نتج عنه اعتقاد شائع أن الظاهرة الحية مثل الظواهر الجامدة يمكن إخضاعها للتجريب وفهمها فهما دقيقا ودون أية صعوبة ولا أي مشكلة،إلا أن بعض المفكرين ومن بينهم “بونوف”ذهب إلى إثبات العكس قائلا :” إن البيولوجيا التحليلية تقضي عمليا على موضوع دراستها “وطلب مني إبطال هذه الأطروحة فكيف يمكن لي تحقيق ذلك؟
محاولة حل المشكلة:
1 ـ عرض منطق الأطروحة:
تحليل مقولة بونوف”ليس من الغريب ……..دراستها” منطقها يتمثل في الاعتراض على تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية
المبررات :طبيعة الظاهرة البيولوجية كونها تتميز بخصائص معقدة ومختلفة على الظواهر الجامدة فنجد صعوبات منها : صعوبة التجريب لأن الظاهرة الحية من طبيعة معقدة ومتشابكة في أجزائها وعناصرها فمن المستحيل عزل عنصر بمفرده لدراسته وحده وأي محاولة للتفكيك والتحليل سيقضي على الظاهرة الحية نفسها فتعطل وظيفتها وتتوقف حياتها يقول كوفي :”إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة بقدر ما تتحرك كلها معا والرغبة في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميتة ومعناها أيضا تبديل ماهيته تبديلا تاما ” مثال القيام بعملية جراحية على القلب .
2 ـ إبطال الأطروحة بحجج شخصية:
إن الذين قللوا من أهمية الدراسات العلمية في مجال البيولوجيا بحجة صعوبة التجريب على الظاهرة الحية موقف فيه مبالغة سلبية وصلت إلى حد النفي لكل دراسة تجريبية ممكنة .إلا أن التطور الذي عرفته العلوم البيولوجية بعد اكتشاف الوسائل والأجهزة والتقنيات العلمية المتطورة وظهور التخصصات في مجال” بيولوجيا الإنسان والحيوان والنبات “استطاع العلماء تدليل هذه الصعوبات وتجاوزها ،وخير دليل على ذلك العالم البيولوجي “كلود بيرنارد”الذي يعود له الفضل في إدخال المنهج التجريبي إلى البيولوجيا ،وقام بتجارب علمية حقق نجاحات واسعة منها :تجربته على البنكرياس ،ومن بعده أيضا العالم “باستور”وتجاربه البارعة على البيكتيريا .، كما أ ن الطب الحديث في ميدان “زراعة الأعضاء”والقيام ببتر الأعضاء من جسم الكائن الحي ووضعها في سائل بغرض بقائها حية ثم نقلها إلى جسم آخر بعد فحوصات دقيقة .
3 ـ نقد أنصار الأطروحة:
تعتبر النزعة الإحيائية في البيولوجيا (هنري برغسون ،بونوف،أرسطو …..(هؤلاء الفلاسفة بنزعتهم الفلسفية الروحانية أنكروا الدراسة التجريبية على الظواهر الحية واستبعدوا فكرة إخضاعها لمبدأ الحتمية والتجريب مبررين ذلك على أنها ظواهر فيها “الروح”كغاية تجعلها حية ،إلا أن هذا التفسير الميتافيزيقي مؤسس على اعتبارات ذاتية وغامضة بعيدة عن التفسيرات العلمية الموضوعية ولعل هذا السبب هو الذي جعل الدراسات البيولوجية تتراجع.
حل المشكلة :نستنج في الأخير أن الأطروحة القائلة “ليس من الغريب …………..دراستها ” أطروحة فاسدة ولا يمكن الأخذ برأي مناصريها



رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر

الاستاد عبد اللطيف استاذ علوم طبيعية والحياة يدرس في ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار بالجزائر العاصمة

الاستاد عبد اللطيف قد قام/(ة) بكتابة 24٬176 درس
    نرجو التسجيل في منتدى سؤال و جواب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *