انعكاسات علاقات الثنائية القطبية على العالم الثالث

3 ثانوي

انعكاسات علاقات الثنائية القطبية على العالم الثالث
الوحدة الثانية :تطور العالم الثالث مابين 1945م-1989م

التحالفات والتمزق السياسي

:

خلف صراع الثنائية القطبية بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي نتائج سلبية للغاية على دول العالم الثالث كونها كانت مسرحا لأزمات تلك الصراعات , وشعوبها كانت وقودا لحروبه , كما كانت أراضيه محل تجريب للأسلحة التقليدية للمعسكرين ويبقى أخطر الانعكاسات هو التمزق السياسي الذي عانت منه بعض دول العالم الثالث ومنها :

1– الكونغو :وهي دولة في وسط غرب إفريقيا , تتربع على مساحة تقدر بـ2687000 كلم2 , غنية بثرواتها الطبيعية ومواردها المائية , قسمت منذ1884م بين فرنساوبلجيكا وبزيادة نشاط حركات التحرر في المستعمرات بعد الحرب العالمية ii تمكن الجزء الخاضع لبلجيكا من الحصول على استقلاله منذ 1960م بقيادة باتريس لوممبا الرجل الوطني الحر الذي كان عازما على تحرير المنطقة من الوجود الغربي , غير أن اتهامه بالولاء للإشتراكية وخلعه وإعدامه من قبل العناصر الموالية للغرب الرأسمالي حال دون ذلك وأبقى الكونغو مقسمة حتى بعد استقلال الجزء الخاضع لفرنسا 1969م.

2-كوريا :وهي شبه جزيرة في أقصى شرق آسيا , خضعت للإستعمار الياباني مع نهاية القرن 19م , وبانهزام اليابان في الحرب العالمية ii وتجريده من مستعمراته كان من المفروض استقلال الجزيرة موحدة , غير ان انتشار المذهب الاشتراكي في شمالها والمذهب الرأسمالي في جنوبها حال دون توحدها , رغم الحروب الأهلية بين أنصار المذهبين من جوان 1950م إلى جويلية 1953م والتي توقفت بالتوقيع على الهدنة الكورية التي أقرت بتقسيم كوريا إلى شمالية اشتراكية وجنوبية رأسمالية يفصل بينهما خط 38 شمالا .

3-الهند :وهي شبه جزيرة واسعة في جنوب آسيا , تعرضت للغزو البريطاني منذ بداية القرن 17م والذي مارس فيها سياسة *فرق تسد* , التي أدت إلى انقسامها بعد استقلالها عام 1949م إلى دولتين هما الهند وباكستان مع إلحاق منطقة البنغال شرق الهند بباكستان , ونظرا للبعد الجغرافي بينهما وهو حوالي 1600كم طالبت باستقلالها عن باكستان وكان لها ذلك , وأعلنت استقلالها عام 1971م في اليوم 03فيفري , وهو ما أدى إلى ظهور دولة بنغلاداش بعدما كان اسمها سابقا عند انتمائها إلى باكستان بباكستان الشرقية .

4- القبرص :وهي جزيرة في عرض البحر الأبيض المتوسط , غرب سواحل الشام , عرفت وجودا إسلاميا منذ الفتحات الأولى للمسلمين , حكمها العثمانيون لفترة 4 قرون ثم تعرضت لاحتلال بريطاني مع بداية القرن 20 حيث استمر حتى 1960م تاريخ استقلال الجزيرة , ووضع دستور لها أعطى الطائفة المسلمة فيها 40% من وظائف الشرطة و30% من الوظائف العامة , ومنحها حق النقض الذي يمكنها من تعطيل أي قانون يمس بمصالحها , وهو مالم يرضي الطائفة المسيحية بالجزيرة , مماجعلها تكيد للطائفة المسلمة , غير أن تدخل تركيا لحماية القبارصة الأتراك المسلمين حال دون ذلك , وأدى إلى تقسيم الجزيرة عام 1974م إلى نصفين شمالي للقبارصة المسلمين وجنوبي للقبارصة المسيحيين .

*التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية :

1/ التبعية السياسية :تمثلت في قيام الدول الاستعمارية الكبرى بربط مستعمراتها بها باتفاقيات ذات بنود مجحفة تحافظ على مصالح تلك الدول الاستعمارية في مستعمراتها حتى بعد الاستقلال , كما أن هذه الدول الاستعمارية حريصة كل الحرص على تدبير الاغتيالات والانقلابات للقيادات الوطنية من أجل إزاحتها وتنصيب أنظمة موالية لها مثال ذلك ما فعل بباتريس لوممبا بالكونغو وأنور مصدق بإيران .

2/ التبعية الاقتصادية :نجمت عن التخلف التكنولوجي ونقص رؤوس الأموال بالبلدان المتخلفة وهو ماعرضها لمساومات وشروط من قبل دول المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي .

3/ التبعية العسكرية :فرضتها حاجة الدول الماسة للمحافظة على أمنها القومي بشراء أحدث الأسلحة وأحدث الاختراعات العسكرية وهو ما وجدت فيه الدول الكبرى وشركاتها فرصة لإحكام قبضتها عسكريا على المتخلفة .

* جهود التحرر الاقتصادي والتنمية الشاملة :من اجل التخلص من التبعية السياسية والاقتصادية والعسكرية وتحقيق التحررالاقتصادي والتنمية الشاملة لجأت دول العالم الثالث إلى اتباع جملة منالإجراءات ومنها الدول العربية التي لجأت إلى :

1- تفعيل دور الجامعة العربية وتنشيط مكانتها السياسية والاقتصادية على الساحة العربية .

2- محاولة انشاء سوق عربية مشتركة لتفعيل التبادل التجاري بين الدول العربية منذ1957م .

3- محاولة إنشاء منطقة للتجارة الحرة في الوطن العربي منذ1964م .

4- انشاء المنظمة العربية للبترول عام1968م من أجل استغلال أفضل للبترول العربي .

5- محاولة تحقيق وحدة قومية عربية شكلت نواتها الأولى بين مصر وسوريا من فيفري 1958 م إلى سبتمبر 1961م .

6- انشاء منظمات إقليمية عربية منها : اتحاد مجلس التعاون الخليجي سنة1981م واتحاد المغرب العربي في فيفري 1989م .

* التضامن الأفرو آسيوي :وهو التضامن بين الدول الإفريقية والآسيوية والذي بدأ منذ زيادة نشاط حركات التحرر في القارتين من خلال التضامن والتناصر فيما بين تلك الحركات من أجل تحقيق الاستقلال السياسي لبلدانها وهو ما جسده ” لقاء باندونغ” أفريل 1955م , ثم تطور هذا التضامن الأفرو أسيوي إلى إيجاد موقف سياسي من الحرب الباردة بين المعسكرين هو” عدم الانحياز الإيجابي ” الذي جاء بـ ” حركة عدم الانحياز” والتي طورت اهتماماتها منذ مؤتمرها الرابع بالجزائر سبتمبر 1973م حيث أضافت اهتمامات اقتصادية إلى جانب اهتماماتها السياسية في مقدمتها المطالبة بتعديل النظام الاقتصادي العالمي وجعله يتماشى مع طموحات كل شعوب العالم .

* انشاء المنظمات الدولية والإقليمية :

في ظل بحث الدول المستقلة حديثا عن تحقيق التنمية الشاملة والتحرر الاقتصادي لجأت إلى تأسيس وانشاء عدة منظمات دولية وإقليمية , فمن المنظمات الإقليمية

” منظمة الوحدة الإفريقية “في إفريقيا التي أسست في ماي 1963م ’ والتي استبدلت سنة2001م بالاتحاد الإفريقي , أما على المستوى الدولي فأهم المنظمات في هذا المجال نجد ” مجموعة 77 ” التي تأسست منذ1964م من عدة دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجزر المحيط الهادي والتي باتت تضم اليوم حوالي133 دولة .



رجـــــــــــاء : رجاءا من كل الإخوة والأخوات الكرام الذين استفادو من هذه المعلومات وبقليل من الجهد ترك تعليق أو مشاركة الموضوع عبر احدى الأزرار الثلاثة twitter أو facebook أو +google ولكم جزيل الشكر

الاستاد عبد اللطيف استاذ علوم طبيعية والحياة يدرس في ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار بالجزائر العاصمة

الاستاد عبد اللطيف قد قام/(ة) بكتابة 24٬176 درس
    نرجو التسجيل في منتدى سؤال و جواب

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *