االفرض الثاني في اللغة العربية وآدابها للفصل 1 النموذج الثاني آداب و فلسفة بكالوريا مع التصحيح

االفرض الثاني في اللغة العربية وآدابها للفصل 1 النموذج الأول  آداب و فلسفة بكالوريا مع التصحيح

 سند نثري.

     اعلمْ أنّ فنّ التاريخ فنٌّ عزيزُ المذهب، جمُّ الفائدة، شريف الغاية، إذْ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيَرِهم،  والملوك في دولهم وسياستهم، حتّى تَتِمَّ فائدة الاقتداء في ذلك لِمَنْ يرومه في أحوال الدّين والدّنيا. فهو محتاج إلى مآخذ متعدّدة ومعارف متنوّعة، وحسن نظرٍ وتثبُّتٍ يفضيان بصاحبهما إلى الحقّ وينكّبان به عن المزلاّت والمغالط، لأنّ الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرّد النّقل،ولم تُحَكَّمْ أصولُ المادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولا قِيسَ الغائب منها بالشاهد، والحاضر بالذّاهب، فربّما لم يُؤمَنْ فيها من العثور، ومزلّة ِالقَدَمِ والحَيْدِ عن جادة الصّدق .

     وكثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النّقل المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرّد النّقل غثّاً أو سميناً، لم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة، والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النّظر والبصيرة في الأخبار، فضلّوا عن الحقّ وتاهوا في بيداء الوهم والغلط، ولا سيّما في إحصاء الأعداد والأموال والعساكر،إذا عُرِضتْ في الحكايات،إذْ هي مظنّة الكذب ومطيّة الهذر؛ولا بُدّ من ردّها إلى الأصول وعرضها على القواعد.

                                                                                               -عن مقدمة ابن خلدون-

الأسئـــــلة

   البناء الفكري :Œ   

      1 – ماذا أراد أنْ يبيّن ابن خلدون في نصّه ؟ ………………………………………………….02 ن

      2 – ما الغاية من دراسة التاريخ في نظر ابن خلدون ؟ ………………………………………..02.5 ن

      3 – ألا ترى أنّه في تحديد الغاية ينظر إلى التاريخ نظرة إجتماعية ؟………………………………02.5 ن

      4 – ما الشروط التي قدّمها الكاتب لدراسة التاريخ ؟…………………………………………..03 ن

  البناء اللغوي :                                                                                                                       1 – ما الحقل الدلالي للألفاظ التالية: غث ، سمين ، معيار ، البصيرة ، الوهم ، الغلط ……………..0.5 ن

      2 – أعرب ما تحته خط إعرابا مفصلا ……………………………………………………..0.5 ن

      3 – ما المعنى الّذي أفاده حرف العطف (الواو) في بناء الفقرة الثانية ؟……………………………02 ن

      4 – عيّن من النص أسلوب تشبيه وبيّن عناصره، و وضّح أثره في المعنى ………………………….04 ن

   التقويم النقدي :Ž   

            كيف يبدو لك ابن خلدون من خلال النّصّ ؟ ……………………………………………03 ن

نموذج الإجابة وسلّم التنقيط

1 – أراد ابن خلدون أنْ يبيّن في نصّه أنّ التاريخ من أجلّ العلوم شأناً.

2 – الغاية من دراسة التاريخ في نظر ابن خلدون هو معرفة سجلّ الحقيقة، وهو من ثَمَّ مهمّ بقدر

      ما تهم ّ الحقيقة .

3 – إنّ في تحديد الغاية يُنْظرُ إلى التاريخ نظرة إجتماعية بسبب أنّ التاريخ موضوعه علم الاجتماع

      وما يحيط به من قوانين وبنود تحكمه …

4 – الشروط التي قدّمها الكاتب لدراسة التاريخ، وهي: تعدّد المآخذ وتنوّع المعارف، وحسن النّظر

      و التّثبّت.

1 – الحقل الدلالي للألفاظ : هو النقد الاجتماعي العلمي .

2 – الإعراب :

 أ – الدّنيا : اسم معطوف مجرور بكسرة مقدّرة الألف منع من ظهورها التعذّر.

 ب – يعرضوها : يعرضوا : فعل مضارع مجزوم بِلَمْ وعلامة جزمه حذف النون لأنّه من الأفعال

        الخمسة، و واو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محلّ نصب

        مفعول به .

3 – المعنى الّذي أفاده حرف العطف “الواو” في بناء الفقرة الثانية هو المشاركة .

4 – أسلوب التشبيه وعناصره وأثره في المعنى :

 أ – أسلوب التشبيه : هو تشبيه بليغ في قول الكاتب ” هي مظنّة الكذب ومطيّة الهذر “.

 ب – عناصرالتشبيه البليغ :

                            _ المشبه : الضمير المنفصل ” هي ” .

                            _ المشبه به : ” مظنّة الكذب ومطيّة الهذر ”                                                              ج – أثره في المعنى : بيان المعنى والتعليل له والتّأكيد عليه .

_ يبدو ” ابن خلدون ” من خلال النص ناقدا علميا لطريقة تدوين التاريخ في عصره، إذْ فيه قضية الكتابة التاريخية معالجا أخطاء مؤرخي عصره ومن قبلهم، مقدّما المنهج العلمي السليم المبني على ضرورة الإحاطة بالشروط التي يجب على المؤرخ الاتصاف بها، وفي مقدّمتها تحليل الأخبار والاستعانة

بالمنهج الاجتماعي الذي دعا إليه.